مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/13/2022 02:15:00 م

كيف دمُرت حضارات العالم القديم وما سر انهيارها و تفسير لغزها؟ - الجزء السادس -
 كيف دمُرت حضارات العالم القديم وما سر انهيارها و تفسير لغزها؟ - الجزء السادس -
تصميم الصورة : ريم أبو فخر    
استكمالاً لما ورد في الجزء السابق

والكثير من الناس يتوقع أن |الملك رمسيس الثالث| ينتمي لهذه السلالة العظيمة من الملوك، ولكن في الحقيقة الزمنية فهو قد تولى الحكم بعد قرن كامل من عهد رمسيس الثاني، وأنه ابن الملك" ست نخت" وهذا الملك لا ينتمي لأي سلالة ملكية على الإطلاق، واستولى على الحكم بالقوة وهو مؤسس الدولة العشرين، وحكم ثلاث سنوات وتوفي وترك الحكم من بعده لابنه رمسيس الثالث، وكان عمره في ذلك الوقت ٣١ عاماً. 

بالرغم من حكمة وذكاء وقوة رمسيس الثالث

 كان يعيش في حالة من عدم الشعور الأمان لسلامة حكمه واستمراره، وهذه الحالة أو الأزمة النفسية التي مر بها، كانت تتأكد من اختياره لاسمه الملكي رمسيس، ربما رغبةً منه في إحياء مجد رمسيس الثاني والذي حكم مصر ٦٧عاماً. 

- في الحقيقة رمسيس الثالث لو أتيح له الحكم في ظروف أفضل، كان من الممكن أن يكون واحد من أعظم ملوك مصر، فقد كان ملك عادل ومحارب ومن أصحاب المنشآت العظيمة، وبسبب قيامه بعدة رحلات اكتشافيه في |البحر الأحمر|، اكتشف مناجم للنحاس في اليمن، وكان يشجع على زراعة الأشجار وشق الطرق وبناء المعابد، ولكن للأسف ونظراً لظروف الزمن الذي وجد فيه، فقد كان حاكماً لمصر وهي تسقط باتجاه واحدة من أسوأ فترات تاريخها القديم. 

 قاد رمسيس الثالث الجيش المصري لتحقيق أول انتصار لحضارات شرق المتوسط على شعوب البحر، ولكن ماذا ستفعل حضارة وحيدة وسط عالم منهار بالكامل، فالحضارات التي كانت تعتمد على بعضها في التجارة انهارت كلياً ولم يبقى منها سوى مصر. 

 كل خطوط التجارة البرية والبحرية لم تعد متاحة

 وبدأ الاقتصاد المصري يتراجع بسرعة كبيرة، ومما زاد الأمور سوء في نهاية حكم رمسيس الثالث هو الاضطراب السياسي والنزاع على الحكم من بعده، وضربت مصر بالجفاف والمجاعة والفقر، ومع ضعف السلطة السياسية قويت شوكة السلطة الدينية لدرجة أن كهنة طيبة كانوا هم الحكام الحقيقين في عهد آخر ملوك الأسرة العشرين رمسيس الحادي عشر. 

 وخلال ثمانين سنة فقط من نهاية حكم رمسيس الثالث

 كانت |الحضارة المصرية| قد اضمحلت تماماً وتفككت، وخسرت كل طرق الحياة التي كانت تحاول تأسيسها من تجارة وزراعة ووقعت على حافة الانهيار. 

ولكن السؤال الذي يحتاج إلى إجابة لكشف اللغز المجهول والمحير لانهيار الحضارات في نفس الوقت وبسبب عدو واحد همجي. 

لماذا زحفت شعوب البحر فجأة إلى هذه المنطقة من العالم وبدأت غزوها بهذه الدرجة من الهمجية والعدائية؟ 

ومالسبب الذي جعل هذه الشعوب تغادر بلادها وتترك كل شيء خلفها لتغزو بلادنا وتدمر حضاراتنا بكل هذه الوحشية؟ 

- والإجابة على هذا السؤال سوف تعود بنا لاسم واحد من أسماء هذه الشعوب التي ذكرناها سابقاً وهو ذو أهمية في مجريات الأحداث وهو شعب بيلسيت. 

إقرأ المزيد.........

تهاني الشويكي 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.